رؤية المجلة

, منذ 4 سنة 1K مشاهدة
الزيارات1K مشاهدة

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والصلاة والسلام على خير النعم وأتمّها محمد وآله الأخيار الأطهار.
أمّا بعد:
فإنّ لكلِّ أمة حضارتها التي تفتخر بها على غيرها من الأمم، ولكلِّ حضارة رجالها الذين بنوها بالفكر والعمل والجد والاجتهاد، ولكلِّ حضارة شواهدها الشامخة وعلاماتها القائمة، وهي تحاكي الأجيال على كرور الأيام أنّ هاهنا كانت أمة.
ولكن ليس كلُّ من رأى حضارة أمةٍ تَفَكّر في حالها، واعتبر بأخبارها وأُفول نجمها، ولم يبق منها سوى مواضع الأطلال، تصهرها أشعة شمس النهار، وتغزوها الأمطار، وتندب حالها الأطيار التي اتّخذتها أوكاراً لأعشاشها، ومأوى لفراخها، وكأنّ قدرها قد حتّم عليها أن لا يلحظها سوى فراخٍ هزيلة، وزواحف دخيلة، تجوب شقوق جدران هياكل الحضارة، وهي تَؤُزُّ بأصواتها لتدعو الإنسان أنّ هاهنا كانت أمة.
ولكننا هنا في حضارة ليست كغيرها من الحضارات، فشموخها قائم في الأذهان وعلاماتها حاضرة في القلوب، وهياكلها تشدّ الأرواح لتهفو إليها أسيرة لأمرها، ومنقادة لنهيها تغفو على المعنى هنا، وترتشف الدِّلالة هناك، وتنتشي العِبْرة هنالك، فضلاً عن حيرتها في نسق التعبير وجمالية المغزى وقوام الجملة، إننا في حضارة الكلمة، كلمة أمير المؤمنين الإمام علي بن أ بي طالب (عليه الصلاة والسلام)، تلك الحضارة التي عجزت عن محوها الأنداد من الأعراب والأعاجم، فتكسَّرت على جدران حقائقها المعاولُ، وتقهقرت بساحات معارفها الفطاحلُ، ويئِست عن بلوغ مغزاها الأعاظم.
لأنها حضارة الكلمة.. كلمة أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) الذي لم يزل صدى دعوته مردداً «أن هاهنا علماً جماً لو أَصبت له من حملة».
ومن هنا: اتّخذت مؤسسة علوم نهج البلاغة منهجها في النهوض بهذا التراث المعرفي الذي اكتنزه كتاب نهج البلاغة، فقامت بتأسيس مجلة علمية فصلية مُحَكَّمَة مُعْتَمَدة لأغراض الترقية العلمية في المجال الأكاديمي، تهدف إلى استنهاض الأقلام العلمية والفكرية للارتشاف من معين علوم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وكتاب نهج البلاغة الذي يعد بوابة يلج منها أهل الفكر والبحث إلى حضارة الكلمة، كلمة الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقرآنه الناطق علي بن أبي طالب (عليه السلام).
لذا:
تدعو أُسرة (مجلة المبين) المفكرين والباحثين في الجامعات والحوزات العلمية إلى الكتابة فيها والإسهام في رفدها بالأبحاث العلمية والدراسات المعمّقة؛ ليدلوا بدلائهم في رياض معين حضارة الكلمة الفياضة فتنتشي الأرواح، وتقر العيون، وتأنس النفوس، وهي تجوب بين أروقة علومها العديدة، وحقول معارفها الجمة.
ولا سيما أنّ (المبين) تُعدّ أوَّل مجلة علميةٍ محكمةٍ في العالمِ الإِسلامي مختصةٍ بعلوم كتاب نهجِ البلاغة، وسيرة الإمام علي (عليه السلام) وفكره.
سائلين الله تعالى التوفيق والتسديد لإدامة هذا الصرح المعرفي، ونسأله بلطفه وسابق رحمته، وخير نعمه وأتمها محمد وآله أن يديم علينا فضله وفضل رسوله الكريم وهو القائل وقوله حق ووعده صدق:
}وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ{ الاسراء -59-.
اللهم إنا إليك راغبون ولفضلك وفضل رسولك سائلون، والحمد لله رب العالمين...

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0129 Seconds